للاشتراك بمجموعة الفاجومى

الجمعة، أكتوبر ٢٧، ٢٠٠٦

من شابه امريكا فما ظلم

من شابه امريكا فما ظلم
من شوية كنت باشوف على التليفزيون فيلم أمريكي .. وفي الأفلام الأمريكية يعرفون كيف يصنعون الأمجاد من توافه الأمور .. لم تكن المرة الأولى التي أشاهد فيها هذا الفيلم .. فيه شئ اجتذبني للمرة الثانية .. إنه يسوق الحروب التي خاضتها أمريكا في القرن العشرين .. خليط من الاستعراضات الغنائية والمشاهد الحربية وغير الحربية في الفيلم كانت مؤثرة .. إنهم يعلمون تماما أن حروبهم تلك في النورماندي ومالطا والفلبين وكوريا وفييتنام .. وحروبهم الجديدة في أفغانستان .. واخير وليس بآخر في العراق .. خاسرة .. ولو أكسبوها بريقا إعلاميا وعظمة زائفة .. يذهب الشباب الأمريكي إلى الحرب لأنها تشعل الاقتصاد والصناعات بمختلف أنواعها .. وتضفي على السوبر الأمريكي عظمة مزورة .. يحتاجها لتستمر له الهيمنة .. الهيمنة على كل ما تطاله عصاه .. ويمتد إليه خياله .. لا يملك الجندي الأمريكي ولم يكن لديه يوما قضية يحارب من أجلها .. فصنعوا له من الوهم قضايا .. تحديات نجحوا في زرع بذورها في نفوس البسطاء من عامة الناس الذين هم وقود الحروب الذي لا ينضب .. في فييتنام، لم يكسب الفييتكونج الحرب لشيوعيتهم .. ولا خسر اليانكي والكاوبوي حربهما لرأسماليتهما .. مبادئ الحرية والعدالة التي اجترها المريكان لم تخدع الفلاح الفييتنامي .. بل هي الفطرة الإلهية في الانتماء إلى الأرض وتقديسها ورفض الغريب المستعمر .. كل هذا أعطى الدفق اللامتناهي من التفاني في الذود عن الوطن .. فدحر المستعمر وجرجر أذياله وهرب .. في أفغانستان .. كسبوا جولتهم من الحرب بضخامة الزخم في العتاد العسكري والتكنولوجيا .. أحرقوا كل ما وصلته آلتهم الحربية الجهنمية .. لكنهم فشلوا حتى يومنا هذا في كل مواجهاتهم على الأرض مع رجال أصحاب عقيدة راسخة .. في العراق .. نسخة مطورة من التزييف والكذب والافتراء وزخم جهنمي من أعتدة وتكنولوجيا طورت خصيصا لاستعراضها على بلد ضمنوا ولعشر سنوات تلاشي قدراته القتالية التقليدية وغير التقليدية .. ولأنه جيش لا يحارب عن عقيدة .. وبلا قضية راسخة أهلوه لها .. فقد فضل الحياد في الحرب التي هي ليست حربه .. أو هكذا خطط له .. ولأنها بلاد شاسعة جغرافيا .. خواء تفتقر إلى الأصالة والعراقة .. بلاد لا تاريخ لها .. بنت كيانها على أشلاء شعوب عاشت منذ البدء في طول البلاد وعرضها .. فإن الفظاعة ديدن عملهم .. والفظاظة بروتوكولهم الذي يجهدون أنفسهم لتسويقة كطابع يميزهم عن شعوب الأرض .. لا يخفى على المتمعن في ظروف نشأة تلك البلاد والطريقة التي عبدوا بها دروبهم الطويلة بجماجم سكان البلاد الأصليين .. والطرق الجهنمية التي ابتكروها لإبادة من تبقى منهم ببطء شديد "كحل جذري" .. يكاد يرى الاستنباط الملفت للنظر الذ يقوم به شذاذا الآفاق في تعاملهم مع المواطنين الفلسطينيين .. اليهود الذين ليسوا بحاجة إلى مثال يحتذوا به – فهم يحفظون تاريخا غاية في السواد .. يفخرون به - قد وجدوا في التاريخ الحديث للولايات المتحدة أشكالا حديثة ومتطورة في سبل الخلاص من الشعوب بالجملة .. واليهود الذين تم تحذير الأمريكان من بلاويهم .. بسطوا سيطرتم على الاقتصاد الأمريكي مضيفين أبعاده إلى الأبعاد الأوروبية التي ضمنوها منذ بضعة قرون .. وإذا كان بلفور قد أعطى وعده في نوفمبر 1917 فإن ذلك قد أتى وفق رغبات أمريكية وصلت إلى حد الإملاء في ظل ظروف الحرب العالمية الأولى والحاجة الأوروبية إلى الرديف الأمريكي المتخم ماديا وصناعيا وبشريا .. في فلسطين .. تمثل أولاد القردة والخنازير نماذج مصغرة للممارسات الأمريكية أضفوا عليها جل حقدهم الأعمى على البشرية من غير اليهود .. وجربوها في سحق الفلسطينيين الذين اتخذوهم اعداءً .. مثلما اتخذ الأمريكان سكان البلاد الأصليين أعداءً من قبل .. في أمريكا .. تمكن الغزاة الوافدون من أوروبا من "التخلص" من سكان البلاد الأصليين والقلة القليلة الباقية منهم قد وضعوهم في مراكز تجمع أحالوها إلى متاحف يرتادها من يشاء أن يطلع على جنس بشري نادر في سبيله إلى الانقراض .. في فلسطين .. صمود أسطوري سجل لمن تبقى من الشعب الفلسطيني غاير كل تصورات شياطين صهيون وأفشل مخططاتهم الجهنمية .. وللحديث بقية ........
jano 12-11-2006