للاشتراك بمجموعة الفاجومى

الجمعة، ديسمبر ٠٨، ٢٠٠٦

الحرب الصليبية

الحرب الصليبية

>>> و قد إختار رئيس الوزراء البريطاني " توني بلير " هذا النشيد خصيصاً ليغنيه مع جنده في قداس أقامه له جنوده ... !! و ذلك خلال زيارته الخاطفة لجنوده في البصرة . فهل هناك أحد لا يزال يدعي أنها ليست حرباً دينية صليبية ...... و إليكم نص النشيد و الترجمة ... حتى تعون أن هذه الحرب دينية حتى النخاع : ... ( ONWARD, CHRISTIAN SOLDIERS ) .. ... ( أماماً جند النصارى) ... Onward, Christian soldiers, marching as to war, With the cross of Jesus going on before. Christ, the royal Master, leads against the foe; Forward into battle see His banners go! أماماً جند النصارى الزاحفين إلى الحرب . يتقدمكم صليب السيد عيسى.. المسيح, السيد الملكي يقود الزحف ضد العدو .. أماماً إلى المعركة كي تروا راياته خفاقة .. At the sign of triumph Satan’s host doth flee; On then, Christian soldiers, on to victory! Hell’s foundations quiver at the shout of praise; Brothers lift your voices, loud your anthems raise بظهور آية النصر , هربت كتائب الشيطان .. إزحفوا إذاً جند النصارى , إزحفوا للنصر .. قواعد الجحيم إهتزت على صرخات الحمد .. إخوةً إرفعوا الأصوات, إجعلوا صوت النشيد عالياً .. Like a mighty army moves the church of God; Brothers, we are treading where the saints have trod. We are not divided, all one **** we, One in hope and doctrine, one in charity. مثل الجيش العظيم , نأتي معنا بكنيسة الرب .. إخوةً نمشي على خطى سار عليها القديسون . نحن لسنا متفرقين , بل جسد واحد نحن .. وحدة في الأمل و العقيدة , جمع واحد في الخير .. !!! ............................... إنشروها لتكون صفعة في وجه كل ليبرالي و علماني يدعي أن هذه الحرب لا دينية ..... هذه هي النشيدة التي أصر بلير أن ينشدها في القداس النصراني في البصرة و التي ينشدها كل يوم أحد جنود النصارى في العراق و أفغانستان .

طارق المملوك 28-2-2004

نانسى - عمرو ---- بيروت - القاهرة

نانسي عجرم من بيروت إلى القاهرة عمرو خالد من القاهرة إلى بيروت
رغم حبي الشديد للأستاذ عمرو خالد إلا أنني أصبحت أتألم عندما أرى لقاءاته في التلفزيون، لأنني كلما رأيته ذكرني بخيبتنا المصرية التي لن أقول أنها (راكبة جمل) كما يقول المثل العامي، لأنه لا يستطيع جمل واحد أن يطيق حمل الخيبة المصرية، إن خيبتنا تحتاج إلى قافلة من الجمال أولها عند بيروت وأخرها لم يخرج من مصر بعد، مصر التي تفتح ذراعيها للراقصات والمغنيات والغواني من جميع أنحاء الوطن العربي إلى حيث يجدن الرعاية والمناخ الذي يخرجن فيه إبداعاتهن العظيمة، بحيث إذ رأينا راقصة أو مغنية عربية ذاعت شهرتها ففتش عن مصر، هذا الوطن صاحب القلب الكبير الحاضن لهؤلاء قد أصبح طارداً للدعاة إلى الله، إما إلى مجاهل الداخل وربما إلى سجونه أو إلى منافي الخارج، أنا أفهم انه إذا حضرت الشياطين ذهبت الملائكة، ولكني لا أفهم لماذا أصبح للشياطين اتجاه واحد نحو مصر، وأصبح للملائكة اتجاه واحد خارج من مصر!! لماذا أصبحت مصر قبلة المفسدين وطاردة المصلحين، لقد كانت مصر قديماً قبلة الجميع المصلح والمفسد، أما الآن فإن الدعاة يلاقون الأمرين في مصر بينما تسعى الراقصات المغنيات إلى الإقامة الدائمة في مصر!!! هل من عاقل واحد يقول لي لماذا أخرج عمرو خالد من مصر؟! ولماذا طرد الحبيب على من مصر، لماذا ؟! وماذا يفعل الشيخ وجدي غنيم خارج مصر؟! أي شيطان طرد هؤلاء من مصر ؟! ولماذا يمنع الشيخ محمد حسان والشيخ محمد عبد المقصود والشيخ عمر عبد الكافي والشيخ محمد حسين يعقوب من الخطابة والدعوة ؟! من يمنع الدعاة في مصر ولماذا ؟! ومن وراء بقاء الشيخ نشأت والشيخ فوزي السعيد في السجن معتقلين بعد أن حكم لهما بالبراءة وهما من أعظم الدعاة ؟! أي شيطان وراء كل هذا ؟! وهل هو نفس الشيطان الذي فتح الأبواب على مصرعيها لصاحبات الغناء الراقص نانسي عجرم وهيفاء و نوال الزغبي وغيرهن حتى طاب لهم المقام في مصر وعلى شاشاتها، هل هو نفس الشيطان ؟! أم أن هناك شيطان للمنع وآخر للمنح ؟! ومن المفارقات المضحكة المبكية حقاً أن عمرو خالد أستقر به المقام أخيرا في بيروت وأصبحت دروسه القيمة تذاع إلى الدنيا من هناك، بينما أصبحت الرقصات اللبنانيات تذاع إلى الدنيا من حفلاتهم في مصر، آه منك يا بيروت، خيرنا إليك ذاهب، وشرك إلينا قادم، كلما رأيت عمرو خالد على الشاشة من هناك أحس بوطئة خيبتنا المصرية الثقيلة . ولكي تكتمل الخيبة وتوزع على الجمال بالتساوي خرج علينا وزير الأوقاف الذي أوقف حال الدعوة الإسلامية في بلادنا- أو كاد- يهاجم عمرو خالد هجوماً شديداً على صفحات مجلة المصور ويقول أنه ليس مؤهلاً لأن يكون داعية !! لماذا يا مولانا ؟! لأنه لم يحصل على شهادة من أحد معاهد إعداد الدعاة التابعة للوزارة !! كما أنه لا يحفظ القرآن بالكامل!! ويدعوه أن يعود إلى مصر ويدخل معهد إعداد الدعاة حتى يكون داعية حقيقياً !! يا سبحان الله، مغالطات رهيبة وكلام عجيب، يحار المرء فيه والله، أولا : كيف عرف وزير الاوقاف المبجل أن الأستاذ عمرو خالد لا يحفظ القرآن بالكامل ؟! هل هو وزير أوقاف أم مدير مخابرات، ثم هب أن هذا صحيح فمن أدراه أنه ليس في طريقه لأن يحفظ ما بقي من القرآن، ثم من قال أنه يجب على الداعية أن يحفظ القرآن كاملاً ؟!!، ألا يعلم وزير الاوقاف الفرق بين الداعية وبين العالم الفقيه !! ألا يعلم وزير الأوقاف أن الغالبية الساحقة من صحابة الرسول صلى الله وعليه وسلم لم تكن تحفظ القرآن كاملاً، ولكنهم كانوا يعملون بما يعلمون حتى لو لم يكونوا يحفظون، فالعبرة بالعلم والعمل، ورب قارئ للقرآن يحفظه ويتغنى به والقرآن يلعنه، وهل كل دعاتك يا وزير الأوقاف الذين يعتلون أربعة آلاف منبر في مصر وينام الناس من بعضهم في الخطبة يحفظون القرآن كاملاً، كلا والله، أن تسعين بالمائة منهم لا يحفظ القرآن كاملاً وأنت تعلم هذا جيداً فلم المغالطة، بل سأسألك سؤالاً أتحدي أن تجيب عليه، هل معاهد إعداد الدعاة الذي نصحت عمرو خالد أن يحصل على شهادتها ليصبح داعية من وجهة نظرك هل تشترط تلك المعاهد على من يحصل على شهاداتها أن يكون حافظاً للقرآن ؟! كلا والله، و أغلبية من يحصلون علي شهادتها لا يحفظون القرآن كاملاً، فإذا كان المعهد الذي جعلته شرطاً للاعتراف بالرجل كداعية رغم أن العالم الإسلامى كله شهد بأنه داعية متميز إلا قليل من الحاسدين، ذلك المعهد نفسه لا يشترط حفظ القرآن كاملاً، أفلا يكفي هذا لإبطال كلامك يا وزير الأوقاف - أوقف الله ظلمك - ألا تستحي من أن تطلق لسانك على الرجل فتجمع عليه بين البعد عن الوطن والحرمان من الكلمة الطيبة، هل سألت يا وزير الأوقاف السيدة إقبال بركة التي كتبت في الأهرام أن الحجاب ليس من الإسلام أن كانت تحفظ القرآن كاملاً أو أن معها شهادة معهد إعداد الدعاة أم لا ؟! هل سألت المستشار سعيد العشماوي الذي يطعن في الصحابة أن كان يح فظ القرآن أو معه إجازة دعوة أم لا ؟! ، هل سألت محمد الباز وغيره من العلمانيين الذين يكتبون في الدين عن ذلك أم أن هؤلاء ليسوا مشكلتك وأن مشكلتك هي كيف يتكلم عمرو خالد في الدين؟! أما كان الأولى أن تتجه بلسانك نحو هؤلاء ممن يصدون الناس عن طريق الله بدلاً من أن تطلق لسانك نحو من يدعو الناس إلى طريق الله. أنا أعلم أن هناك قلوباً يأكلها الحسد من إلتفاف الناس حول عمرو خالد، لأنهم رأوا فيه الصدق وروح الإسلام الحقة وكلماته
منقول
طارق المملوك
27-2-2004

الفرعونية في القران الكريم

الفرعونية في القران الكريم
بقلم : الشيخ علي دعموش‏ لا شك ان لفرعون صفات منحرفة كثيرة، فقد كان كافراً، عابداً للأصنام، ظالماً، مجرماً. إلا أن القران طرح بقوة من بين كل هذه الانحرافات مسألة طغيان فرعون واستكباره واستبداده قال تعالى: "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين" القصص / 4. وقال تعالى: "اذهب إلى فرعون إنه طغى" طه / 24. ويمكن القول ان فرعون احتل مكاناً بارزاً في تاريخ الطغاة في الأرض، وانه احتل مكانه هذا بجدارة واقتدار، ذلك انه لم يكن انساناً عادياً. ولا كان طاغية بسيطاً وانما كان طاغية مركباً وجباراً ومستكبراً. كان ملكاً على مصر حين كانت مصر اكبر دولة في الارض، وكان المُتَصور وقد اتاه الله الملك والسلطان ان يتواضع ويشكر.. ولكنه لم يفعل.. وفعل العكس تماماً وقد برزت فرعونية فرعون في سلسلة من الافكار والاعمال والممارسات التي اقدم عليها والتي يمكن تلخيصها فيما يلي: الاستبداد والطغيان: فان فرعون هو النموذج التقليدي للطغيان والاستبداد، فقد استكبر وعلا في الأرض، وعلى امتداد مصر كلها لم يكن هناك رأي سوى رأيه هو، ولا كانت هناك مشيئة باستثناء مشيئته هو، ولا كانت هناك إرادة غير ارادته هو. لقد ذاب الشعب المصري كله في ارادة فرعون، وصار فرعون هو مصر، وتحولت مصر الى فرعون، وهذا أول ما يفعله استبداد الطغاة بالشعوب، انه يُعدم إرادة الناس ويجهز عليها.. ويدمر حرية الانسان التي هي اهم جزء من كرامته كانسان. وكان اخطر ما فعله فرعون انه ابتدع في الطغيان، وابتكر وتفنن. وكان ذلك هو السبب في ارسال موسى‏الى فرعون حيث يقول تعالى: اذهب الى فرعون انه طغى )طه / 24 ( ويحدثنا القران عن استخفاف فرعون بشعبه وخضوع الشعب له. "فاستخف قومه فأطاعوه" وهذا مظهر اخر من مظاهر طغيانه واستكباره. إذ المفروض ان يؤدي استخفاف الحاكم بشعبه الى ثورة الشعب عليه وعصيانه او على أقل تقدير الى مقاومته والامتناع عن طاعته. هذا هو الاصل المفروض في اي مناخ طبيعي ولكن حكم فرعون لمصر لم يكن حكماً طبيعياً، وانما كان الحكم استبدادياً جائراً قاهراً يتعامل بالسيف مع كل رأي معارض أو مخالف أو تفوح منه رائحة المعارضة أو امكانياتها، وفي الحكم الاستبدادي تلتوي فطرة الناس وتفسد نفوسهم وتتراجع ارادتهم، ويصبح همهم هو النجاة من القتل والعذاب والمطاردة والترويع والسجن. وهذا ما حدث للشعب المصري في عهد فرعون موسى. ومن هنا لم يعد للشعب دور، ولا عادت له ارادة. والمظهر الاخر من مظاهر الطغيان الفرعوني هو استضعافه لجماعة من اهل مصر بشكل دموي سافر كما يعبر عن ذلك القران بقوله "يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين" القصص/4. فقد كان فرعون اصدر أمراً بأن يراقبوا الاطفال الذين يولدون من بني اسرائيل، فان كانوا ذكوراً ذبحهم وان كانوا إناثاً تركهن للخدمة في المستقبل في بيوت الاسرة الحاكمة. وكان يهدف فرعون من وراء عمله هذا القضاء على موسى‏ من حين الولادة، حيث رأى في منامه أن شعلة من النار توهجت من بيت المقدس واحرقت جميع البيوت في مصر، ولم تترك بيتاً لأحد من الأقباط إلا أنها لم تمس بيوت بني اسرائيل بسوء، فسأل الكهنة والمعبرين للرؤيا عن تأويل ذلك، فقالوا له: يخرج رجل من بيت المقدس يكون على يديه هلاكك وزوال حكومة الفراعنة. ولعل ورود جملة "يذبح ابناءهم" بعد جملة "يستضعف طائفة منهم" يوحي بان الفراعنة اتخذوا خطة لاستضعاف بني اسرائيل بذبح الابناء لئلا يستطيع هؤلاء ان يواجهوا الفراعنة ويحاربوهم، وكانوا يتركون النساء اللاتي لا طاقة لهن على القتال والحرب ليكبروا ثم يخدمن في بيوتهم. ويبدو ان مشروع قتل الابناء واستحياء النساء كان قائماً حتى بعد ظهور موسى‏ ومجيئه الى الفراعنة كما يستفاد من قوله تعالى "فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال" المؤمن / 25. وجملة "يستحيي نساءهم" في الاية يظهر منها انهم كانوا يصرون على ابقاء البنات والنساء، اما لكي يخدمن في بيوت الاقباط، او للاستمتاع الجنسي، او لكلا الامرين معاً، وفي اخر جملة من جمل الاية تأتي الاية بتعبير جامع يلخص كل مظاهر طغيان وبغي وجور فرعون فتقول "إنه كان من المفسدين". وباختصار فان عمل فرعون يتلخص في الفساد والافساد في الارض فاستعلاؤه واستكباره كان فساداً، واستبداده فساد اخر، ومطاردته للناس وتعذيبهم واستضعافهم وذبح ابناءهم واستحياء نساءهم فساد ثالث، وسوى هذه المفاسد كانت لديه مفاسد كثيرة اخرى ايضاً كما سيتضح من خلال ما سيأتي. ادعاؤه الربوبية: لقد ظل فرعون يصعد سلم الكبرياء حتى وصل الى نهايته وتجاوز هذه النهاية واعلن انه هو الرب الأعلى.. وانه لا اله سواه. وهذا ما تحدث عنه القران الكريم بقوله تعالى "ثم ادبر يسعى، فحشر فنادى، فقال انا ربكم الأعلى، فاخذه الله نكال الاخرة والأولى. إن في ذلك لعبرة لمن يخشى". النازعات / 26 - 22. ففرعون لم يكتف بتكذيبه لموسى وعصيانه له، ومقاومته لدعوة الحق والوقوف بوجهها، بل تعدى وتجاوز الحدود بصورة مفرطة جداً، وافترى على الله وعلى نفسه باقبح ادعاء حينما ادعى لنفسه الربوبية على شعبه وأمرهم بطاعته. نعم فحينما يقبع المتجبر في مركب الغرور، وحينما تلفه امواج الانانية المفرطة، حينها.. سيجرفه تيار الافراط لان يدعي لنفسه الربوبية، بل وتجره فقدان البصيرة، وانحسار الفطرة بين ظلمات الانانية ليدعي في نهاية المطاف الربوبية لنفسه. ومن أجل ان لا يخدش معتقدات الناس فقد اخبرهم بانه لا يعارض ما لهم من أصنام يعبدونها، ولكنه فوقها جميعاً فهو المعبود الأعلى. ولعل من المفارقات ان فرعون نفسه كان أحد عبدة الأصنام كما يستفاد من قوله تعالى "أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك" الاعراف / 127 فادعاؤه بانه الرب الأعلى قد سرى حكمه حتى على ربه ليكون عبداً له! وهكذا هو هذيان الطواغيت والفراعنة. وقد ادعى فرعون باكثر من رب الارباب ليضيف الى هذيان الطغاة حماقة، حينما خاطب قومه فيما يحكيه عنه القران "ما علمت لكم من إله غيري"!. وعلى أية حال، فقد حل بفرعون منتهى التجبر والتكبر والطغيان، فأخذه الله جبار السموات والأرض أخذ عزيز مقتدر: "فاخذه الله نكال الاخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى" النازعات / 26 - 25. نعم فقد أُغرق فرعون، وزال ملكه، وسقطت دولته، وصار درساً شاخصاً لكل الطواغيت والجبابرة، وعبرة لمن سار على نهجه الفاسد في كل عصر ومصر. ولا يجني من سار على خطاه سوى ما جنت به يداه، تلك هي سنة الله ولا تغيير ولا تبديل لسنته جل شأنه. سياسة تفريق الناس: فان فرعون ومن اجل تقوية قواعده الاستكبارية فقد اقدم على تمزيق صفوف الناس والتفريق بين اهل مصر "وجعل اهلها شيعاً" وهي سياسة معروفة ومتبعة على امتداد التاريخ وعليها يستند المستكبرون في حكمهم ونفوذهم وسيطرتهم على الشعوب والجماعات السياسية فالسلطة المستكبرة لا تسيطر على الاكثرية إلا بالخطة المعروفة (فرق تسد) وإتباع سياسة الاستفراد مع التكتلات والتجمعات المعارضة او المناوئة، فهم يخافون من التفاف الناس بعضهم حول بعض، ويستوحشون من توحيد الكلمة والموقف، ولذلك يلجأون الى هذه السياسة التي تتكفل بقاءهم ونفوذهم وهيمنتهم على الشعوب، تماماً كما صنعه فرعون مع أهل مصر. وكما يصنعه الفراعنة والطواغيت في كل عصر ومصر. فقد قسم فرعون اهل مصر الى طائفتين: الاقباط والاسباط، فالاقباط هم أهل مصر الاصليون الذين كانوا يتمتعون بجميع وسائل الرفاه والراحة، وكانت في ايديهم مقدرات الدولة واجهزة الحكومة. والاسباط هم المهاجرون الى مصر من بني اسرائيل الذين كانوا على هيئة العبيد والخدم وفي قبضة الاقباط، وكانوا محاطين بالفقر والحرمان، ويحملون أشد الاعباء من دون ان ينالوا من وراء ذلك نفعاً. إن القران الكريم يرسم في مواجهة الفرعونية واستكبارها أملاً امام كل المستضعفين في الارض بقوله تعالى "ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون" ولا خلف لوعد الله أليس الصبح بقريب؟.
طارق المملوك
16-2-2006

خيالات أطلنطس

خيالات أطلنطس
تستند أسطورة أطلنطس الشهيرة على رواية أفلاطون حين صرح بأن صولون أخبره نقلا عن كاهن مصري بهذه
الأسطورة و بأن حضارة مصر كانت قائمة قبلها بآلاف السنين. و بالرغم من هذا الشهادة الأخيرة و التي تغنى عن مزيدا من الكلام ألا إننا مع ذلك نرى أن رواية أفلاطون لا يمكن أن تعد قرينة قاطعة لا تقبل إثبات العكس . فإذا كانت هذه الرواية مبنية على ما تعلمه صولون نفسه في مصر، فأين الدليل المصري على صحة كلامه، فحتى الآن لم يعثر على وثيقة واحدة تؤكد صحة روايته تلك. ويسرى الحال نفسه بالنسبة لحلم الرسول النائم الذي رأى فيه أن كل الأسرار مدفونة في حفرة صغيرة تحت ذراع أبى الهول ، والذي جاء على لسان أفلاطون نقلا عن صولون،ومن هنا يبرز التساؤل لماذا جاء الكلام على لسان أفلاطون نقلا عن صولون ولم يرد على لسان هذا الأخير نفسه؟ أ‌) الحضارة المصرية كانت كاملة منذ البداية و كأنها أخذت عن من طورها حتى صارت ما هي عليه. الرد: 1. الحجة في هذا القول أن المؤمنين بهذه الأسطورة يعرفون تماما متي بدأت حضارة مصر الفرعونية. و لكن حقيقة لا يوجد دليل واحد يساند نظريتهم في تحديد هذا التاريخ. فضلا عن أنه لا يمكن لأحد أن يصدق أن ذكر "المرة الأولى" في متون يوناس (المعروفة بمتون الأهرام) كانت تعنى بداية الحضارة المصرية. فالمرة الأولى إنما هي للدلاله على حدث مميز أخذ وقتا قصيرا ليتم. فكيف للمرء أذن أن يعقل أن حضارة ما من الممكن أن تستورد أو أن تبدأ بمجرد ضغطة على أحد الأزرار. 2. إذا درس أحدهم أساسيات طريقة التفكير المصري القديم فسوف يجد ما يدهشه من بساطة ووضوح ومنطقية وترابط هذا التفكير. (وهذا ما جعل تفكيرهم يتسم بالقوة. في هذا الصدد راجع كتابنا Egyptian cosmology – The complete harmony ) بينما طريقة تفكيرنا نحن في هذه الأيام ملتوية وغير متناسقة. ب‌) هناك الكثير من التشابه بين الحضارات القديمة مما يدلل على أنهم جميعا استقوا من نبع واحد. الرد: 1. الحقيقة ، أن هناك من الاختلافات ما يفوق بمراحل التشابهات. وإذا حاول المؤمنون بأسطورة أطلنطس تقرير نسبة التشابه مقارنة بنسبة الاختلافات، بطريقة موضوعية، فسوف تكون النتيجة تقريبا لا شئ. 2. كما أن كل الأجناس البشرية والحضارات المختلفة تربطهم صفة مشتركة لا يمكن تجاهلها، ألا وهي الإنسانية. و التي تجعلهم مشتركين في بعض الأشياء الغريزية حتما. و لا يعقل بالتالي أن ستشهد أحدهم بهذه المتشابهات الغريزية ليصنع منها أطلنطس الأسطورة. 3. كما أن مصر، في هذا الوقت ، كانت الدولة الأولى في العالم، كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدة الآن، وليس غريبا أن تقتدي بها الدول والحضارات الأخرى وأن يأخذوا عنها الكثير. وبالتالي لا يمكن الاستناد علي هذه المتشابهات ليفترض أحدهم وجود أطلنطس الأسطورية هذه أو بأن مصر أخذت عنها حضارتها. ج) يدعي بعض الكتاب أن الحضارة المصرية بدأت فجأة وكانت متكاملة، وبالتالي يفترضون أن هناك من أعطى المصريين" أسرار الكون" وبالطبع من يكون هذا المعطى سوى حضارة أطلنطس المفقودة والتي كانت المصدر الأساسي و الرئيسي لكل العلوم في عالمنا هذا. الرد: 1. أما عن افتراضهم بأن الحضارة المصرية قد بدأت منذ 5000 آلاف سنة، فهو افتراض مغلوط تماما. فقد أختار مانيتون، المؤرخ المصري –اليوناني، والمعاصر لأول عهد البطالمة، أن يبدأ كتابة تاريخ مصر بداَ من الفرعون مينا 3000 سنة ق.م نتيجة للثراء الشديد للموضوع، و ذلك رغم علمه بقدم الحضارة المصرية الضارب في أعماق التاريخ. ولقد تم العثور على بعض البرديات و الألواح من عهود ما قبل الأسرات ولكنها للأسف لم تكن كاملة بسبب عوامل الزمن و عمرها السحيق ، وهذا يثبت أن الحضارة المصرية لم تأتي من لاشيء . 2. حروف اللغة الهيروغليفية تعكس بيئة المصري القديم و بالتالي لا يعقل أن يكون المصريون قد أخذوها عن آخرين. يمكنك أن تطلع على المزيد من الأدلة التي تثبت عراقة الحضارة المصرية القديمة (من 24000 إلى 36000 سنه) في الفصل الثالث عشر من كتابنا Historical Deception –The untold story of ancient Egypt) ) 3. إذا حاول أحدنا تتبع تاريخ أسلافه فسوف يصل لمرحلة لا يستطيع الاستمرار بعدها نتيجة لنقص المعلومات المتاحة. ولا يعنى ذلك انه من الممكن أن يدعى أن سلسلة نسبة قد انتهت عند ذلك الحد لمجرد عجزة عن تتبعها لأكثر من ذلك . و قياسا على ذلك لا يمكن أن ندعي أن حضارة مصر القديمة قد ظهرت فجأة ولم يكن لها أية مقدمات لمجرد أن وثائقها لا تأخذنا إلى عهد أبعد من عهد الأسرات.
طارق المملوك
16-2-2004

مصر 101: الإيمان بالروحانيات، وأرواح الأسلاف

مصر 101: الإيمان بالروحانيات، وأرواح الأسلاف
لقد قال عميد علماء المصريات الغربيين ذو العقلية الاستعمارية الآن جريدينر في كتابة (Egypt of the pharaohs) " إن التاريخ الحقيقي لا يكون قابلا للتفكير فيه بلا معرفة حقيقة للعلاقات الشخصية في خلاله، و لقد أظهر تأريخ للعصر العربي في مصر سلسلة لا تكاد تنقطع من الصراعات المريرة" لقد تكلم هذا المستعمر البريطاني عن الغازيين العرب لمصر والذين اتخذوها مسرحا لأفعالهم، ولم يكن يتحدث عن المصريين أنفسهم. وبهذا يكون قد وقع في مغالطة كبيرة في حق مصر. فمصر الحقيقية لا يمكن أن تفهم من حيث تاريخها الماضي والمعاصر بلا فهم لإيمان بالروحانيات، وأرواح الأسلاف. لقد جاء في تقرير لجريدة الأهرام في عددها الصادر يوم 29 يناير سنة 1999 عن مؤتمر علماء الإنسان المنعقد في القاهرة خلال نفس الفترة، والذي حضرة عدد كبير من العلماء المصريين ، أن هناك حوالي 2850 احتفال ما بين إقليمي ومحلي يحضره أكثر من 50 % من الشعب المصري ، مازال مرتبطا بالاعتقادات المصرية القديمة في أرواح الأجداد والقابلية للتواصل من خلالهم ومعهم. إن الأضرحة المقامة لمن أحبهم المصريين والتي تمتلئ بها ربوع مصر. هي ما يطلق عليها العلماء الغربيين الأكاديميين " الآلهة المحلية" . إن هذه الأضرحة يزورها عدد كبير من المصريين من أنحاء البلاد المختلفة، ولم يحدث أن وجدت أي نوع من المنافسة فيما بين أصحاب الأضرحة هذه. إن علماء المصريات من الغربيين يقسمون " الآلهة المصرية" إلى ألهه كونية وإقليمية ومحلية، ويضيفون بأننا لا نعرف إلا القليل عن هذه الآلهة المحلية. مما يظهر عدم معرفتهم للمصريين على الإطلاق. وبما أن كل شئ أنبثق عن مصدر واحد فالتركيب الاجتماعي المصري القديم (و عمليا الحديث أيضا) ليس إلا سلسلة طويلة من أفعال السلف والتي استمرت من آباء المصريين الروحيين إليهم حتى يومنا هذا. و ينتشر هذا التفكير المنطقي في أنحاء أفريقيا كلها وهو لا يتعارض أبدا مع فكرة وجود أله خالق لهذا الكون بما يحويه، لأن أفعال السلف ما هي إلا نتيجة لهذا الخلق واستمراره. لقد أصبح أوزير( أوزوريس) الجد الأعلى ذو الطبيعة الإلهية، الأب لأرواح كل المصريين ، ورمزا لأملهم في البعث و الخلود، والذي لم يكن ليتحقق إلا عن طريق الموت والبعث من جديد. لقد كان أوزوريس يمثل النماء و عملية الدوران في الكون، وبالتالي أصبح أيضا يعرف على انه روح ( أو طاقات) الزرع والأشجار و الحيوانات و الزواحف و الطيور الخ… لقد كانت أهمية أرواح الأسلاف تنبع عامة من الاعتقاد شبة العالمي بأن روح الإنسان تستمر بعد الموت. فروح الرجل الذي عاش طويلا تكون نشيطة وقوية وتنتقل للعالم الآخر بقوتها الروحية هذه والتي تساعد وتحمى نسل أسرته، كذلك يصبح حلقة الوصل بين عائلته و القوة الغير معروفة التي تتحكم في الكون. و بالتالي وجب تجهيزه بكل ما قد يحتاجه بعد موته و انتقاله للعالم الآخر، و تدفن معه بعض ما اكتسبته روحه من ممتلكات في خلال حياتها الأرضية. يطلق المصريون القدماء على روح الأسلاف لفظ جينيا / جين (وينطق العرب نفس الكلمة بجن بتعطيش الجيم). و لقد وجد هذا اللفظ المصري القديم طريقة الى الكثير من الأماكن في صحراء أفريقيا السفلي، فنجد خليج الجينيا ودولة جينيا وبالطبع أشهرهم على الإطلاق مدينة جينيا و الواقعة على نهر البانى. و لقد وجد هذا المصطلح ايضا طريقة الى أوروبا فنجد أن "جين" في الإنجليزية تعنى الصفات الموروثة من ماضي أحدهم. و الروح من الممكن أن تكون صالحة أو طالحة، و كلاهما ذو نفوذ على الأحياء. ومن ثم كان الناس ومازالوا يهتمون اهتماما شديدا بأبعاد الأرواح الشريرة و استرضاء الطيبة. ولقد أدى هذا الاهتمام إلى تكوين جماعات من الكهنة لممارسة قدرات الاتصال بالأرواح و التمرين عليها.(الكاتب لا يملك هذه القدرات) وكان من المعتقد أن أرواح الأسلاف تتفاعل بحرية مع الأحياء خلال رحلاتهم على الأرض، بل وكانت تبعث بتحذيرات أو تشجيع وتوجيهات أو حتى لوم وعتاب للأحياء. و كان هذا عادة ما يحدث عن طريق العديد من الطرق كالأحلام مثلا، حين يغادر جزء من كياننا الغير مادي (الروح) الجسد، أو عن طريق رسائل من خلال الطيور أو الحيوانات أو النسيم أو اهتزازات الشموع الخ… أما الأرواح الشريرة أو المؤذية، فهي دائما ما تكون مستعدة لألحاق الضرر بالآخرين. ولقد كان من المعتقد أن قوتهم الشريرة أكبر منها على الأرض نتيجة لخروجهم من أجسادهم. وعندما كانت تصاب أحد العائلات بشر ما كانوا يقدمون قرابين لأرضاء هذه الأرواح. التفاعل مع العالم الخارجي إن مجتمعنا الحديثة يعترف بأننا نستخدم 5% فقط من قدراتنا العقلية. أما الروحانيين فأنهم بالتأكيد يستخدمون من قدراتهم العقلية ما يفوق ذلك بكثير. ذلك لأنهم قادرين على أدراك و الولوج في الطاقات الخفية من حولنا، عن طريق التفاعل مع الكون من خلال مكوناته العديدة. فلكي يحقق المرء الصحة و الاستقرار و الرخاء يجب عليه أن يصبح في وئام مع الطبيعة من حوله. فلقد حقق القدماء ذلك عن طريق الاتصال بأسلافهم و الأرواح الأخرى. و العرافين و الروحيين يحققون ذلك عن طريق ترجمة القوة الروحية وتوفير الطرق اللازمة للتأثير فيها. إن الريفيين في مصر القديمة والحديثة، مثلهم مثل السونجاهى المتواجدين على نهر النيجر و إقليم الساحل، يؤمنون بأن العالم يتكون من أرضين وسبع سماوات، و إن الله في السماء السابعة و هي أبعدهم عن الأرض، والملائكة العابدين في السماوات من الثانية حتى السادسة بينما تسكن أرواح الأسلاف في السماء الأولى و هي أقربهم للأرض. و تكون السماوات أشبه بمنطقة نفوذ لساكنيها. طبقا لنظام النشأة التقليدي في نظريات الخلق، فأن أرواح الأسلاف تملأ الفراغ ما بين العالم الطبيعي و عالم ما وراء الطبيعة، ويتم ذلك عن طريق ربط نسلهم من الأحياء بأجدادهم الأوليين ولأنهم قريبين من حيث الزمان و المكان، و كذلك لأنهم كانوا إلى عهد قريب يمشون بين الأحياء فأنهم يميلون إلى التدخل في شئون الحياة اليومية. ولقد كان هذا التدخل مألوفا خاصة في حالات الوفاة القريبة والتي كان يعتقد أنها تقضي أسابيع أو شهور في مرحلة انتقالية بين الحياة و الموت. إن الكثيرين من أتباع الأديان المختلفة يمارسون طقوس خاصة لاسترضاء هذه الأرواح، وتشجيعهم على تقبل فكرة موتهم بهدوء و أعاده النظام الاجتماعي الذي أختل بموتهم إلى طبيعته. و كما ذكرنا سابقا، أن الروح (أو الطاقة) والتي كانت تحرك الجسد البشرى من الميلاد إلى الموت حين غادرته، يمكنها أن تسكن أي مادة أخرى لأي وقت تشاء ، تماما مثل ما فعلت مع جسدها الأول. و من أجل الاتصال بالروح الحرة، التي غادرت جسدها بعد الوفاة، يجب توفير مكان لاستضافتها (طاقة متجسدة كالمادة مثلا) من أجل أن تحتله الروح لبعض الوقت و تنقل ما تريد نقلة لعالم الأحياء من خلاله. ولقد أنشأ المصري القديم الكثير من التماثيل كأماكن استضافة للأرواح بمختلف أنواعها. ولقد كان المصريون يرتدون الكثير من التمائم كما كانت توضع أيضا على أجساد الموتى لكي تقوم الأرواح الخيرة بحمايتها من الأرواح الشريرة. كما كانت المقابر المصرية تزخر بآلاف القلادات غير ذات الصلة بأشياء ذات معنى مثل القواقع و الأسنان الحيوانية و البشرية الخ… ولقد استمرت هذه العادة في الريف المصري إلى الآن كما استمرت أيضا في صحراء أفريقيا السفلي. لم يكن المصريون القدماء شأنهم شأن الأفارقة المحدثون يؤمنون بوجود طبيعة إلهية لتمائمهم، ولم يعتبروهم أبدا ممثلين للإله. فالتمائم و التعاويذ لم تكن إلا مساكن محلية للأرواح، فالروح من الممكن أن تسكن أي شيء بلا أهمية تذكر لطبيعة مادته إذ انه ليس إلا وسط فقط ليس أكثر ولا أقل. فمستخدم التميمة يفصل بين الروح و الوسط الذي تسكنه ، وعلى ذلك فلا يوجد شيء صغير جدا أو غير لائق أو شديد السخافة بالنسبة للروح لتسكنه. و بالتالي إذا غادرت الروح التميمة فأنها لا تعد ذات قيمة بعد ذلك و يمكن الاستغناء عنها. والروح التي غادرت الجسد تحتاج حتما إلى الطاقة لكي تستمر في حماية و مساعدة الأحياء، شأنها في ذلك شأن الإنسان الذي لا يأكل ولا يشرب فيضعف ويموت، فهي إذا أهملت ولم يتم تزويدها بالطعام والشراب لفقدت طاقتها وتحللت أو تحولت إلى صورة أخرى من صور الطاقة. وبالتالي يجب تزويد أرواح الأسلاف بالعطايا و القرابين. و الريفي المصري القديم و المعاصر أيضا، شانه في ذلك شأن الأفارقة المعاصرون، يقدمون العطايا لأرواح أسلافهم راغبين في المحافظة عليهم ليستمروا في حمايتهم ومساعدتهم في شأون حياتهم. و إذا كان علماء المصريات من الغربيين يجدون الأيمان بالروحانيات و أرواح الأسلاف مدعاة للسخرية فليشرحوا لنا إذا اعتقادهم الشخصي في مولد العذراء و موتها ثم بعثها في صورة نصف آدمية ونصف إلهية، هذا الاعتقاد الذي لا يسانده أي سند تاريخي أو أثرى.
طارق المملوك
16-2-2004

الخميس، ديسمبر ٠٧، ٢٠٠٦

مزدوجى المعايير

قصة "مصرَين" و مزدوجي المعايير عمليا لقد تآمر كل الكتاب ، بصدد موضوع مصر الفرعونية، بدافع الحسد و الغيرة تجاه هذه الحضارة العظيمة.و لقد نسب هؤلاء المتآمرين إنجازات هذه الحضارة لغير أصحابها الحقيقيين. و كثيرا ما نجد في كتاباتهم أن المصريين أخذوا هذا عن حضارة ما بين النهرين، و هذا عن الآشوريين ، و هذه عن العبرانيين أو حتى الهكسوس. و بالطبع لا يخفى على أحد أن الإنجازات العظيمة للمصريين لم يأخذوها ألا من الأوروبيين أنفسهم متمثلين في الحقبة البطلمية و اليونانية من تاريخ مصر أو حتى أخذوها عن حضارة أطلنطس الوهمية؟!!. وبالرغم من كل هذا الهراء ألا أن المشكلة الحقيقية تكمن في وقوع هؤلاء الكتاب أنفسهم في تعارض مع نظرياتهم فيتبنوا من حين لآخر المعيار أو النظرية التي تخدم أهدافهم. وبالتالي فقد خلق مثل هؤلاء الكتاب مصران 1. مصر المحافظة التي لا ترحب بالأخذ عن الحضارات الأخرى أو الاندماج معها. 2. ومصر التي أخذت هذا عن ذاك و هذه من هؤلاء. و من هنا يتضح أن المشكلة لا تكمن في وجود آراء مختلفة تجاه أحد القضايا و لكنها تقع حين يستشهد أحدهم بكل الآراء تباعا بما يخدم مصلحته الشخصية. ملحوظة لمزدوجي المعايير: هل آن الأوان لتقرروا أي وجه نظر سوف تتبنون؟ هل كانت مصر هذه الدولة السارقة التي دمجت إنجازات الحضارات الأخرى في كيانها الشخصي؟ أم كانت تلك الدولة المحافظة التي كانت ترفض الأخذ عن الحضارات الأخرى أو التفاعل التبادلي معها؟ . و لكل من لم يقرر بعد أقول: لتجدوا لكم ما يشغلكم و اتركوا مصر و شأنها.
طارق المملوك
16-2-2004

صفحات منسية من تاريخ مصر

صفحات منسية من تاريخ مصر
متى تلبس الحكومة التشريفة بامر الملك
بقلم : مجيب رشدى
يطرح الدكتور ماجد فرج الباحث التاريخي في الحوار التالي صورة جميلة لما كان يحدث في القصر الملكي بمصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، والصورة المختلفة التي يطرحها الدكتور فرج تستند على حقائق أهمها قواعد البروتوكول الملكي، سواء في الأزياء أو الحفلات أو الزيارات والتشريفات . قبل الحوار نؤكد أن الباحث متخصص في كل الأشياء " الملكية " فقد أصدر كتابًا عن " الزواج الإمبراطوري "، وآخر عن " البوستى الخديوية "، وكتاب " تاريخ البنك الأهلي المصري " يقول د. ماجد فرج : قواعد البروتوكول الملكي في مصر كان يشرف على تنفيذها سعيد ذو الفقار باشا كبير الياوران حتى توفي، ولم تكن هذه القواعد كتبت عندما توفي، رغم أن فترة خدمته تمتد من عصر الخديوي عباس حلمي الثاني وحتى عهد الملك فاروق… وبعد وفاته قام تلاميذه بحفظها، وسجلوها في كتاب أسموه "المراسم" عام 1946م، وبدأوا في كل عام يصدرون طبعة جديدة منقحة ومزودة بكل ما هو جديد حتى عام 1952م، حيث صدر في مايو آخر كتاب "مراسم ملكية"، وكان هذا الكتاب العمود الفقري الذي اعتمدت عليه في عملي. ما هو أكثر ما كان يميز أزياء هذا العصر ؟ يجيب قائلاً : أكثر ما كان يميزها هو أنها -رغم فخامتها - إلا أنها كانت محدودة جدًا، خصوصًا للملك نفسه (الملك فاروق مثلاً)؛ كان يرتدي الزي العسكري إذا كان الحدث مرتبطًا بمناسبة عسكرية : استعراض أو عيد أو احتفال، وكان يرتدي الزي العسكري تبعًا للسلاح الذي يمثله. في الأيام العادية كان يرتدي بدلة ريدنجوت سوداء في الشتاء ورمادية في الصيف، ثم في الأيام العادية يرتدي بدلة عادية، ولكنها لا تحوي هذين اللونين الأسود والرمادي. أما إذا كان ذاهبًا إلى الأوبرا مثلاً أو سهرة عشاء فكان يرتدي الأسموكنج السوداء. هذا عن الملك ... فماذا عن الأشخاص الآخرين ... الشخصيات العامة في الدولة ؟ بالنسبة لهؤلاء ... كانت هناك بدلة التشريفة أو كسوة التشريفة للمدنيين والعسكريين، بدلة التشريفة الكبرى بالنياشين، ثم بدلة السهرة الخاصة بالقصر، ويقابلها للعسكريين بدلة التشريفة الصغرى ... وكان هناك -أيضًا- بدلة السهرة العادية للمدنيين وتسمى " الأستمبولين " ثم الردنجوت السوداء أو الرمادية، ويقابلها للعسكريين هيئة التعليم بالآيش والسيف، وكسوة التشريفة كان يرتديها المدنيون الحاصلون على درجة الرئاسة والامتياز والبشوية والبهوية درجة أولى وثانية، أما بدلة التشريفة الصيفية فكان يرتديها أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي المصري باختلاف مراتبهم ودرجاتهم من منتصف أبريل وحتى آخر أكتوبر، وكانت موديلاتها تختلف باختلاف (الشغل الذي على الصدر والأكمام) وباختلاف الرتب أيضًا . ورجال الشرع الشريف كانوا يرتدون ما كان يعرف وقتها باسم كسوة التشريفة العلمية، ولها ثلاث درجات (أولى وثانية وثالثة) . ما هي المناسبات التي كانت ترتدى فيها هذه البدل ؟ في التشريفات الملكية العامة، وعند استقبال رؤساء الدول الأجنبية الذين يزورون مصر زيارة رسمية، وفي المآدب التي تقام تكريمًا لهم سواء في القصر أو خارجه.. أيضًا في حفلة افتتاح البرلمان، وحفلة حلف اليمين الدستورية، كذلك في حفل اعتماد أوراق السفراء والوزراء والمفوضين الأجانب، وفي تشييع جنازات الملوك، وفي حضور الجناز الخاص بهم، وفي جنازات السفراء والوزراء والمفوضين الأجانب إذا كانت بالكنيسة، وأخيرًا في المناسبات التي كان يأمر بها جلالة الملك . ما هي مواصفات بدلة السهرة الخاصة بالقصر ؟ هي بدلة سوداء من طراز الردنجوت لها قلبتان كبيرتان بالحرير الأخضر، وأزرار معدنية ذهبية عليها اسم الملك، ويعلوه التاج وياقة من القطيفة السوداء، وصديري أبيض بأزرار معدنية بنفس النظام، وبنطلون أسود على جانبيه شريط من الحرير الأسود . وفيما يتعلق برجال التشريفات: القلبات قطيفة حمراء داكنة، ويرتديها موظفو القصر في مآدب العشاء والحفلات والسهرات بالقصر أو خارجه في حضور الملك .. ولغير ذوي الرتب. في التشريفات الملكية العامة، وعند استقبال رؤساء الدول الأجنبية، وحفل افتتاح البرلمان وحلف اليمين الدستورية . وماذا عن ملابس علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي ؟ بالنسبة للشيوخ أو القساوسة فكانوا يرتدون ملابسهم العادية، ولم يكن يميزها أي شئ مختلف . يبقى لدينا سيدات القصر الملكيوزوجات الوزراء، فماذا عن أزيائهن ؟ بالنسبة للسيدات لم يكن لهن دور كبير في الحياة الرسمية؛ حيث إن قواعد البرتوكول أو الحياة في ذلك العصر لم تكن تسمح باختلاط السيدات والرجال إلا فيما ندر . وكانت هناك قواعد خاصة بالبروتوكول لتشريفات حضرة صاحبة الجلالة الملكة (نازلي أو فريدة أو ناريمان)، تتلخص في أنها تقابل المهنئات في الأعياد وفي المواعيد المحددة، وذلك بقصر عابدين أو رأس التين حسب المراسم، وجرت العادة وقتها أن يخصصن أول النهار لقرينات الوزراء ... وبعدهن كبار السيدات المصريات ثم السيدات الأجنبيات . وبالنسبة لملابسهن .. خصوصًا ملابس السهرة .. كان عليهن أن يظهرن بها بالنياشين
طارق المملوك
14-2-2004