ما بين الساقية و زويل
***
السلام عليكمخلال اليومين السابقين تخلل عقلى ومضتين ، كلاهما أشعرنى ان الدنيا لازالت تحتفظ لنا ببعض من العقول المفكرة والمبدعة والتى من شأنها ان تحفظ لنا بعضا من رمق الحياة المحترمة بعيدا عن عالم (الفيديو كليب ) والعولمة المزيفة التى نعيشها فى عالمنا العربى.اسمحوا لى ان أشارككم الومضة الأولى:كانت أمس عندما حضرت مع الاصدقاء حفلا موسيقيا للفنان المبدع نصير شمة عازف العود الرائع وكذلك فرقة بيت العود العربى الذى يضم 33 عازفا منهم 8 آنسات و طفلين لم يتجاوزا العاشرة و فرنسيين ومنهم ايضا ست شباب تخرجوا على يد الفنان نصير وامتلكوا لقب أستاذ والبيت يضم فعلا ممثلون من البيت العربى أجمع، ولا أدرى كيف أشارككم تلك المشاعر الرائعة التى انتابتنى اثناء الحفل الذى ضمته ساقية الكاتب الراحل عبد المنعم الصاوى بالزمالك والذى فوجئت انها تحتل أسفل كوبرى!!!! وانها فعلا ساقية للثقافة بأنواعها ويا لها من تجربة فريدة رائعة تستحق التفكير فى تشييد السولقى السبع فى القاهرة تحت كل الكبارى الممكنة، وعندما تشارك الساقية فى رفع الذوق العام فإنه مجهود مشكور بلاشك، حضر الحفل الوزير فاروق حسنى وما يزيد عن الخمسمائة فرد من جنسيات عديدة!!! والجميع بنفس الحماس لتلك الموسيقى الرائعة المحترمة البعيدة عن الرقص والزمر الذى تعودناه مؤخرا. أعجبنى الشباب الصغير الذى اتهموه بانه جيل روبى وعجرم ....نعم هؤلاء شبابنا بغض النظر عن طويل الشعر او غريبة المنظر (لنجعلها حرية شخصية) وليس مجال لمناقشتنا...لكنهم يثبتون ان لهم فكرهم الراق المميز الذى يستطيع ان يستمتع بالفن الراقى. تلك هى الومضة الأولى والتى لن استطع ان أغطيها كلية بالفعل وقد أحتاج لمساعدة الأصدقاء الذين حضروا الحفل. ما علاقة حفل العود و نصير شمة والساقية بزويل؟؟ وأقصد بالطبع استاذنا الفاضل العالم صاحب جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل.من يومين تابعت ندوته عن العالم العربى والإسلامى والمستقبل العلمى وقد أقيمت فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ونقلتها شاكرة احدى الفضائيات المصرية الخاصة (بالطبع)ولن انسى أبدا جملة الدكتور أحمد (اننا لو ننتج أوراقا علمية بعدد ما يسمونه بالفيديو كليب لتميزنا حقا ... اننى كلما أدرت قناة التليفزيون اجد رقصا!!!!)ومن الواضح ان الرجل هاله ما رأى وكيف ينطلق العرب نحو العولمة فعلى كل الأسر ان تختار بين ان تربى جيلا من العلماء او!!!!!! عفوا العوالم يا سادة هناك من الشباب من هم على درجة عالية من الوعى فخذوا بأيديهم... وهناك الإحباط فساعدوهم وهناك راغبى العلم فعلموهم وساعدوهم على النبوغ.... وفى هذا السياق لن أفكر أبدا اين ذهبت جامعة الدكتور زويل ان كان نصير شمة قد نجح ان يحقق حلم البيت العربى للعود، دعونا ندعو ان ينجح زويل فى تأسيس البيت العربى للعلوم والأبحاث
***
داليا
07-03-2004
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق