للاشتراك بمجموعة الفاجومى

الخميس، ديسمبر ٠٧، ٢٠٠٦

صفحات منسية من تاريخ مصر

صفحات منسية من تاريخ مصر
متى تلبس الحكومة التشريفة بامر الملك
بقلم : مجيب رشدى
يطرح الدكتور ماجد فرج الباحث التاريخي في الحوار التالي صورة جميلة لما كان يحدث في القصر الملكي بمصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، والصورة المختلفة التي يطرحها الدكتور فرج تستند على حقائق أهمها قواعد البروتوكول الملكي، سواء في الأزياء أو الحفلات أو الزيارات والتشريفات . قبل الحوار نؤكد أن الباحث متخصص في كل الأشياء " الملكية " فقد أصدر كتابًا عن " الزواج الإمبراطوري "، وآخر عن " البوستى الخديوية "، وكتاب " تاريخ البنك الأهلي المصري " يقول د. ماجد فرج : قواعد البروتوكول الملكي في مصر كان يشرف على تنفيذها سعيد ذو الفقار باشا كبير الياوران حتى توفي، ولم تكن هذه القواعد كتبت عندما توفي، رغم أن فترة خدمته تمتد من عصر الخديوي عباس حلمي الثاني وحتى عهد الملك فاروق… وبعد وفاته قام تلاميذه بحفظها، وسجلوها في كتاب أسموه "المراسم" عام 1946م، وبدأوا في كل عام يصدرون طبعة جديدة منقحة ومزودة بكل ما هو جديد حتى عام 1952م، حيث صدر في مايو آخر كتاب "مراسم ملكية"، وكان هذا الكتاب العمود الفقري الذي اعتمدت عليه في عملي. ما هو أكثر ما كان يميز أزياء هذا العصر ؟ يجيب قائلاً : أكثر ما كان يميزها هو أنها -رغم فخامتها - إلا أنها كانت محدودة جدًا، خصوصًا للملك نفسه (الملك فاروق مثلاً)؛ كان يرتدي الزي العسكري إذا كان الحدث مرتبطًا بمناسبة عسكرية : استعراض أو عيد أو احتفال، وكان يرتدي الزي العسكري تبعًا للسلاح الذي يمثله. في الأيام العادية كان يرتدي بدلة ريدنجوت سوداء في الشتاء ورمادية في الصيف، ثم في الأيام العادية يرتدي بدلة عادية، ولكنها لا تحوي هذين اللونين الأسود والرمادي. أما إذا كان ذاهبًا إلى الأوبرا مثلاً أو سهرة عشاء فكان يرتدي الأسموكنج السوداء. هذا عن الملك ... فماذا عن الأشخاص الآخرين ... الشخصيات العامة في الدولة ؟ بالنسبة لهؤلاء ... كانت هناك بدلة التشريفة أو كسوة التشريفة للمدنيين والعسكريين، بدلة التشريفة الكبرى بالنياشين، ثم بدلة السهرة الخاصة بالقصر، ويقابلها للعسكريين بدلة التشريفة الصغرى ... وكان هناك -أيضًا- بدلة السهرة العادية للمدنيين وتسمى " الأستمبولين " ثم الردنجوت السوداء أو الرمادية، ويقابلها للعسكريين هيئة التعليم بالآيش والسيف، وكسوة التشريفة كان يرتديها المدنيون الحاصلون على درجة الرئاسة والامتياز والبشوية والبهوية درجة أولى وثانية، أما بدلة التشريفة الصيفية فكان يرتديها أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي المصري باختلاف مراتبهم ودرجاتهم من منتصف أبريل وحتى آخر أكتوبر، وكانت موديلاتها تختلف باختلاف (الشغل الذي على الصدر والأكمام) وباختلاف الرتب أيضًا . ورجال الشرع الشريف كانوا يرتدون ما كان يعرف وقتها باسم كسوة التشريفة العلمية، ولها ثلاث درجات (أولى وثانية وثالثة) . ما هي المناسبات التي كانت ترتدى فيها هذه البدل ؟ في التشريفات الملكية العامة، وعند استقبال رؤساء الدول الأجنبية الذين يزورون مصر زيارة رسمية، وفي المآدب التي تقام تكريمًا لهم سواء في القصر أو خارجه.. أيضًا في حفلة افتتاح البرلمان، وحفلة حلف اليمين الدستورية، كذلك في حفل اعتماد أوراق السفراء والوزراء والمفوضين الأجانب، وفي تشييع جنازات الملوك، وفي حضور الجناز الخاص بهم، وفي جنازات السفراء والوزراء والمفوضين الأجانب إذا كانت بالكنيسة، وأخيرًا في المناسبات التي كان يأمر بها جلالة الملك . ما هي مواصفات بدلة السهرة الخاصة بالقصر ؟ هي بدلة سوداء من طراز الردنجوت لها قلبتان كبيرتان بالحرير الأخضر، وأزرار معدنية ذهبية عليها اسم الملك، ويعلوه التاج وياقة من القطيفة السوداء، وصديري أبيض بأزرار معدنية بنفس النظام، وبنطلون أسود على جانبيه شريط من الحرير الأسود . وفيما يتعلق برجال التشريفات: القلبات قطيفة حمراء داكنة، ويرتديها موظفو القصر في مآدب العشاء والحفلات والسهرات بالقصر أو خارجه في حضور الملك .. ولغير ذوي الرتب. في التشريفات الملكية العامة، وعند استقبال رؤساء الدول الأجنبية، وحفل افتتاح البرلمان وحلف اليمين الدستورية . وماذا عن ملابس علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي ؟ بالنسبة للشيوخ أو القساوسة فكانوا يرتدون ملابسهم العادية، ولم يكن يميزها أي شئ مختلف . يبقى لدينا سيدات القصر الملكيوزوجات الوزراء، فماذا عن أزيائهن ؟ بالنسبة للسيدات لم يكن لهن دور كبير في الحياة الرسمية؛ حيث إن قواعد البرتوكول أو الحياة في ذلك العصر لم تكن تسمح باختلاط السيدات والرجال إلا فيما ندر . وكانت هناك قواعد خاصة بالبروتوكول لتشريفات حضرة صاحبة الجلالة الملكة (نازلي أو فريدة أو ناريمان)، تتلخص في أنها تقابل المهنئات في الأعياد وفي المواعيد المحددة، وذلك بقصر عابدين أو رأس التين حسب المراسم، وجرت العادة وقتها أن يخصصن أول النهار لقرينات الوزراء ... وبعدهن كبار السيدات المصريات ثم السيدات الأجنبيات . وبالنسبة لملابسهن .. خصوصًا ملابس السهرة .. كان عليهن أن يظهرن بها بالنياشين
طارق المملوك
14-2-2004

ليست هناك تعليقات: