للاشتراك بمجموعة الفاجومى

السبت، أغسطس ١٢، ٢٠٠٦

قصة بناء .. هرم خوفو

قصة بناء .... هرم خوفو
البداية : ترجع قصة بناء هرم خوفو إلي زمن بعيد منذ حوالي 4700 سنة حين شرع خوفو في بناء هرمه بعد أن حصل على موافقة الإله رع وتم حشد كل الإمكانيات لتنفيذ هذا المشروع القومي الهام في أسرع وقت فتم إسناد أعمال التصميم إلى مكتب محرم-باخوم للأهرامات والمسلات أحد المكاتب الاستشارية المتميزة في ذلك الوقت كما تم تكليف رئيس الكهنة بمتابعة مراحل المشروع. الأعمال المعمارية : قام المهندس لا-طيف-رع بقسم المعماري بوضع فكرة المشروع المبدئية للتصميم وأنهاه (بعد عدة سنوات) ابنه المهندس نعم-طيف-رع كما قام بإعداد تخطيط الموقع كل من المهندس عص-فو-رع بعد عودته للمكتب والمهندس احم-صلا-رع وذلك باستخدام الخوفو-يوتر واشتروا لذلك الجهاز احدث البرامج للرسم خوفو كاد 14 تحت إشراف قسم الخوفو-يوتر حاكيمحتب وناصرست واقترح عاصمست اقتباس أحد المشروعات المماثلة في مكتب هاتور ببلاد الحيثيين وإدخاله على الإسكان-رع ولكن تم رفض الفكرة وتم إرسال عاصمست إلي مسقط رأسه في طيبة للخدمة في معابد آمون-رع لتعلم الفضيلة على أيدي كهنة المعبد. الأعمال الإنشائية : بدا المهندسان عبده تحسيس ومساعده حسيس بدراسة الأستاتيكل سيستم على أساس أن الهرم واقف على رأسه طبقا لتصميم المهندس لا-طيف-رع إلا أن المهندس هانيسيس اعترض على التصميم خوفا فقط من تأثير الزلازل و الرياح لأن الهواء كان شديداً في ذلك العصر كما اعترض أيضاً المهندس صاموليس على هذه الفكرة لأنها تتعارض مع كود الخرسانة الذي تنبأ رئيس الكهنة بأنه سيصدر بعد 4700 سنة. أعمال الحديد : ولذلك تم الاستعانة بقسم الحديد وقام المهندسان حام-رع وصا-لع باقتراح عمل أعمدة من الحديد على شكل زهرة اللوتس لتثبيت الهرم من أعلى إلى أسفل مع عمل الدعامات اللازمة وكانت النتيجة لكثرة هذه الدعامات أهنا كانت سبباً لرفض الفكرة نظراً لإعاقة سير العمل بالموقع وصعوبة إدخال الأحجار لمكان البناء فتم إلغاء الفكرة وكذلك قسم الحديد بالكامل وإلقاء جميع مهندسي الحديد في النيل في ذكرى وفاء النيل واعتبار كل من ينقب أو يعمل بالحديد عدواً لرع والمعبد . وهكذا فشلت الفكرة الأولى وأستأنف العمل بعد ذلك المهندس لا-طيف-رع لان لا-طيف-رع ترك المجموعة التي كانت تعيقه عن الإبداع وعمل مع مجموعة أخرى. تبييض المشروع : كان رئيس الكهنة قد اقترح أن يكون الهرم مستدير القاعدة ( مخروط ) إلا أن المعماريون صمموا الهرم سداسي لأن البرجل لم يكن موجوداً في هذا العصر لكن الإنشائيون فضلوا أن يكون الهرم رباعي لتقليل التكلفة. وبعد رسم المشروع وطبعه على رولات البردي وحساب الكميات تم تعديل التصميم طبقاً لطلب رئيس الكهنة ( ممثل المالك ) إلى هرم خماسي فتم رسمه وطبعه و حساب كمياته مرة أخرى وهكذا تم تغيير المشروع مرة أخرى بناء على طلب مهندس الحي إلى هرم ثماني ثم مستدير ( كان البرجل قد تم اختراعه ) ثم رباعي في النهاية ( ومن هنا ظهر تعبير كلمة تبييض لأن خوفو كان خلاص هيبيييـ....... خلاص). الكميات والمواصفات : تم إرسال المشروع برمته إلى قسم الكميات والمواصفات حيث قامت المهندستان هناتسوت ونهالتسوت بعمل كراسة كميات كبيرة اشتملت على بند واحد فقط هو توريد ورص أحجار ولكن تم اعتراض كبير الكهنة على كلمة رص أحجار أنها تعبير دارج في المقاهي وجعلها بند توريد ولصق أحجار وقد طلب خوفو أن تكون الكراسة بالهيروغليفية و الإنجليزية غالباً علشان السواح. وقامت المهندستان نهالتسوت و هناتسوت بحصر عدد أحجار الهرم سبع مرات للسبع تصميمات المختلفة وكان عددها 2.3 مليون حجر استغرقت عملية العد 15 سنة بالتمام والكمال ورغم ذلك طلعت الكمية غلط. أما بخصوص المواصفات فقد اشترطت أن تكون الأحجار مفرغة لكي تكون خفيفة على الأساسات . الأعمال الصحية : قامت المهندستان ربابسيس وسماحسيس باقتراح نظام لصرف المطر بواسطة ماسورة تخترق نصف الهرم وكذلك حجرة الدفن الرئيسية حتى قاعدة الهرم لتتجمع في خزان ارضي اسفل الهرم وتنقيتها باستخدام الشبة كي يستخدمها الملك خوفو مرة أخرى حينما يعود للحياة أما إذا لم يعود فإنه يتم استخدام قطيع من الأفيال يتم استيرادها خصيصاً من بلاد السند أو الهند لنزح المياه بخراطيمها من الخزان. المناظير والواجهات : اعد المهندس لا-طيف-رع العائد إلى المجموعة بعد فشله في المجموعة الأخرى منظورا كبيرا وأربعة واجهات متماثلة للهرم وقام بتلوينهم ابنه نعم-طيف-رع بواسطة الخوفو-شوب والمنقرع-درو . التسليم : وأخيراً تم تسليم المشروع بعد أن كلف المكتب الاستشاري 3 أضعاف الوقت و 4 أضعاف المصاريف و 5 أضعاف رولات البردي و6 أضعاف المجهود لكن المشروع كان را-ئع وقيل وقتها أن سبب التأخير هو رئيس الكهنة لأنه رفض أن تكون الواجهات بالحجر الفرعوني وفضل عليه الكيم-بليكو . و كالعادة أكل خوفو على الاستشاري بقية أتعابه بناء على نصيحة من رئيس الكهنة بحجة انه تأخر في تسليمه رسومات الصحي فغضبت الآلهة جداً من رئيس الكهنة لتسببه في تأخير المشروع و خسارة الاستشاري فعاقبته بتحويله إلى تمثال كبير من الحجر و هو ما يعرف حالياً بأبي الهول. الترخيص: كان من المقرر أن ينشأ الهرم في أول شارع الهرم بجوار النفق لكن إدارة التراخيص اعترضت لأن ارتفاعه 146 متر يزيد عن 1.5 عرض الشارع فتم اختيار موقع آخر في الصحراء لا يوجد به أي شوارع تفادياً اعتراض إدارة التراخيص التي كان يرأسها المهندس طا-رع و الذي تم رفده من الإدارة لتلبثه بتقاضي رشوة و يعمل الآن في مكتب آ-سا. الأعمال الهيدروليكية: اعترض المهندس وائيليوس أغسطس البطلمي الوافد من حضارة الإغريق على موقع الهرم الجديد حيث أنه يقع في مخر السيل الذي قضى على حضارة الإغريق و كان هو الناجي الوحيد من الإغريق فتم أخذ بردية تعهد على خوفو يقسم فيها بشرف الإله رع بتحمله المسئولية كاملة على اختيار الموقع و هذه البردية محفوظة إلى الآن في المتحف المصري بجوار مومياء الملك خوفو. إدارة المشاريع: تم طرح المشروع في مناقصة محدودة بين المقاولين المتخصصين و دعا خوفو للمشروع 4 شركات هي مينا للإنشاءات و مينا للمسلات و مينا للأهرامات و مينا للمدافن السياحية و قام المهندستان إيمانتيتي و غادتيتي بدراسة العطاءات و تم ترسية العطاء على شركة مينا للأهرامات لكن المشروع لم يسند إليها بحجة أنه (كما أدعى خوفو) ليس سابقة خبرة في رص الأحجار لأن كل الأهرامات التي تولت تنفيذها كانت مدرجة و ليست مثل هرم خوفو و أسند المشروع إلى شركة المقاولون الـ-رع-ب بأمر التكليف المباشر باعتبارها أحد مؤسسات الدولة رغم أن خبرتها كانت في الكباري العلوية فقط. التنفيذ: تم إسناد إدارة الإشراف على التنفيذ إلى المهندس طا-سا-رع المهندس بقسم الإشراف على التنفيذ و بدأ التنفيذ بذبح قربان للآلهة بمعبد آمون رع الكبير بمدينة طيبة وسط احتفال شعبي كبير حضره السادة ممثلي دوائر المملكة. ولكن لم ينجح هذا القربان في تفادي مشاكل التنفيذ المعتادة كعوائق الموقع و وصلات الكهرباء و المياه و تخصيص حصان لانتقالات المهندس طا-سا-رع. و لكن تم التغلب على العوائق كلها و بدأ المقاول عمله بتوريد كمية كبيرة من الأحجار كي يأخذ قيمتها كتشوينات و متوسط وزن الحجر الواحد 2.5 طن لذا لزم الأمر شراء عدد 100.000 ثور لنقلها من المحاجر القريبة إلى الموقع مما تسبب في عمل مجاعة كبيرة للشعب و تم تعيين عدد كبير من الخفراء لحراسة الأحجار لحسن حد يسرقها و يجري. و أثناء التنفيذ قام خوفو بتغيير التصميم مرتين فقد غير مكان حجرة الدفن مرتين و زاد حجم الهرم و قد أدى هذا التغيير إلى بناء 3 حجرات للدفن. نهاية خوفو: و جاء دور غضب الآلهة على خوفو فلم تسمح له بدخول الهرم حيا أو ميتا إذ توفى الملك قبل أن يرى حلم عمره فاقترحوا دفنه في ترب الغفير لكن رئيس الكهنة اعترض فتم حفظه مؤقتا في تابوت زجاجي بالمتحف المصري على أن يتم نقله بعد ذلك للهرم بعد انتهائه لكنه ظل هناك حتى الآن فرجة للجميع إذ إنهم ألغوا فكرة النقل خوفا عليه من انتقام صاحب شركة مينا للأهرامات و ذلك لأن الأمن و الحراسة بالمتحف المصري أقوى منها عند الهرم. النهاية: و أخيراً تم الانتهاء من بناء الهرم و تم افتتاحه في احتفالات 6 أكتوبر بعد أن اشترك في بناءه 100.000 عامل عملوا على بناءه 3 أشهر سنوياً لمدة 20 سنة كاملة كما ذكر المؤرخون الذين لم يذكروا مدة التصميم و السبب جلي و واضح. طارق المملوك
5/11/2003

ليست هناك تعليقات: